التلميذ: الأحد الماضي بعد القدّاس الإلهيّ كانوا يتكلّمون في كنيستنا على مشروع رسم الأيقونات على جدران الكنيسة، وقال أحدهم إنّهم سيبدأون برسم البانتوكراتُر. لم أفهم ما المقصود، هلاّ شرحت لي؟
المرشد: «بانتوكراتر» كلمة يونانيّة تعني بالعربيّة «الضابط الكلّ»، وهناك نوع من أيقونات السيّد يُدعى هكذا، يُرسم عليها الابن المتجسّد في مجده الإلهيّ، هو خالق العالم ومخلّصه، سيّد كلّ الأشياء. نراه جالسًا على العرش يبارك بيده اليمنى ويمسك بيده اليسرى كتابًا أو ورقة كُتبت عليها آيات من الإنجيل. عندنا في المزمور ٩٢ وصف ينطبق على أيقونة الضابط الكلّ: «الربّ قد مَلَكَ والجلالَ لبسَ… لأنّه ثبّتَ المسكونةَ فلن تتزعزع».
التلميذ: أين تُرسم أيقونة الضابط الكلّ؟
المرشد: تُرسم في قبّة بعض الكنائس. وأيقونة الشفاعة هي أيضا للضابط الكلّ: نرى المسيح على العرش يبارك وبيده الإنجيل، تحيط به والدة الاله من جهة، والقدّيس يوحنّا المعمدان من الجهة الأخرى، وهما يتشفّعان من أجل العالم. وإذا رأيتَ يومًا أيقونة الدينونة تجد في وسطها المسيح الضابط الكلّ الآتي بمجد ليدين الأحياء والأموات.
التلميذ: لماذا نسمّي يسوع المسيح «الضابط الكلّ»؟
المرشد: لأنّه «سيّد الكلّ»، «كلمة الله»، «ملك الملوك وربّ الأرباب»، «حَمَلُ الله الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حيّة» (رؤيا ٧: ١٧). هكذا يتكلّم عليه الكتاب المقدّس: اسمع ما يقوله الرسول بولس: «…هو صورة الله غير المنظور… الكلّ به وله قد خُلق… لأنّه فيه سُرّ أن يحلّ كلّ الملء» (كولوسّي ١: ١٥-١٩). هو «الذي كان في البدء عند الله، كلّ شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء ممّا كان، فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس..» (يوحنّا ١: ٢-٤). المسيح الضابط الكلّ هو في، آن واحد، سيّد كلّ الأشياء، الديّان العادل، الإله الرحيم المحبّ البشر.