كنيسة هي طريقة حياة السيد المسيح. لكن نحن نعتبر كنيسة البطريرك، رئيس الأساقفة، الأسقف، كل كاهن. وبنفس الوقت نعتبر أنفسنا خارج الكنيسة قادرين ان ندينهم أجمعين. بالطبع هذا أسهل شئ. من هذا المنطلق لا نعتبر أنفسنا أعضاء هذا الجسد المسمى كنيسة! هذا هو الخطأ الأساسي. وهذه بداية كل شيء.
تعليم الكنيسة هو أن : الكنيسة هي جسد واحد ورأسه السيد المسيح، وكل الآخرين هم أعضاء ورعية لنفس رعية المسيح. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: فصل الراعي عن الرعية هو للبشر. بالنسبة لله فإننا “كلنا رعية”. الكل بالنسبة لله هم رعية (حمل). البطريرك والطفل الذي تعمد اليوم وأي مسن وأي مسنه. وأي شاب وشابة. كلنا. الفصل بين الراعي والرعية هو فقط للبشر. إذا، هذا الجسد رأسه السيد المسيح وأعضاءها هم نحن أجمعن.
نحن تعمدنا في عمر صغير. أصبحنا أعضاء الكنيسة. والعراب يعلن مسئوليته عن مسيرة الطفل، وعن تعليمه الإيمان المسيحي. تخيلوا! بطريرك اورشليم القديس كيرلس كتب التعاليم المسيحية كاملة. ويكتب التاريخ أن كنيسة القيامة اتسعت لثلاث آلاف شخص، امتلأت من موعوظون على مذار العام حتى تأتي ساعة العماد. وان يصبح كل واحد منهم عضو من أعضاء الكنيسة كاملة. اليوم للأسف نرى أن بعض الآباء العربين لا يؤمنون، ومسيحين فقط على الورق. وهذا يؤثر على مسيرة المُعمّد.
أتعمد تعني أن اموت من أجل طريقة حياة جديدة. لذلك قلنا قبلا لا توجد حياة روحية او حياة غير روحية. توجد حياة مع المسيح والكنيسة وحياة بدون المسيح والكنيسة.
عندما يقرر الإنسان أن يصبح مسيحي، يقرر أن يعيش مع السيد المسيح ومع الكنيسة. ويتبع الطريق الذي يقوله السيد المسيح والطريق التي تختبره الكنيسة ويختبره أعضائها. هذا الذي أشرنا له سابقا. الكنيسة عمّدت بالأيام التي أقيم بها القداس الإلهي. كما سر الزواج أيضاً، كان يقام بيوم يقام به القداس الإلهي. لذلك هذان السران، الزواج والعماد، يبتدآن بمباركة مملكة الآب والإبن والروح القدس. بقيت الرسامة داخل القداس الإلهي. السران الاخران تم فصلهم، للأسف الشديد! القداس الإلهي يوفق أعضاء الكنيسة معا.
اليوم أن أكون مسيحيا او لا أكون هو موضوع شخصي. هذا تغيير جذري، او بالأحرى تدهور، للكنيسة. لذلك كل واحد يقيم نفسه كمسيحي. يقولها بنفسه. ويقررها بنفسه. ويصفها بنفسه. لا يعرف ولا يفهم معني كلمه حرمان (حرمان تعني: الوضع لديه حدود. الحرمان هو ان اخرج احدهم خارج الحدود). وخرج بنفسه خارج الكنيسة والكنيسة تعمل فقط على تأكيد ذلك له. كما يفعل الطبيب عندما يؤكد موت أحدهم. يموت الشخص وبعدها يقوم الطبيب بتأكيد الوفاة. عندما يخرج احدهم خارج حدود الكنيسة، الكنيسة تحرمه كما نقول. هذه الكلمات أصبحت غير معروفة لنا. مع انها بديهيه. دفعة واحدة يعتبر خارج الكنيسة ولا يؤمن بالسيد المسيح، ولا يجب أن يدعي أنه مسيحي. إذا لا يؤمن بالمسيح كإله ولا يؤمن بالقيامة، كيف يكون مسيحيا؟
أتعمد معناها أن أموت لطريقة حياة. معنى ذلك، كما يصف القديس يوحنا فم الذهب بصورة جميلة، “لا تدعى أنك إنسان عندما تضرب برجلك كالحمار، عندما تكون شره كالدب، عندما تكون حقود كالجمل، عندما تسرق كالذئب، عندما تقرص كالعقرب، عندما تكون محتال كالثعلب، ولديك سم اقوى من سم الأفعى.” هذه الأعمال يميت كل من يصبح مسيحيا. يموت عن الضرب والقرص، عن الشراهة، عن السرقة، عن الاحتيال، ويموت عن احتفاظ السم بداخل نفسه. أو على الأقل يقرر أن يبتعد عن كل هذه. وحين يتخذ هذا القرار، وبعد تجربة يعي بماذا يؤمن، من التعليم الذي تعلمه اثناء الوعظ، يتم تعميده. يتم تغطيسه بالماء لكي يولد في حياة جديدة. ليكتسب قدرة التعلق السري مع الكنيسة والتي هي الصندوق السري للخلاص. والتي خارجها لا يوجد خلاص.
يقول القديس بولس: في المعمودية، نموت مع المسيح، لنقوم لحياة جديدة. كم منا يفهم هذا الحدث بوضوح؟ أحيانا حتى نحن الكهنة لا نفهمه. البعض منا يعيش بطريقة حياة وكأنه لك يعمد أبدا. المسيح هو مثال للحياة التي تعيشها الكنيسة. والحياة التي تعيشها الكنيسة هي مشيئة الله.
في الكثير من الأحيان نعطي أنفسنا دور القصر، لأنه يناسبنا. نريد من الكاهن، الاسقف أو البطرك أن يكون قديس بدون خطأ، حتى يكون لنا – نحن القصر – مثال حياة. يجب أن يكون قديس، ولكن لا يجب أن يصبح قديس لأجلنا، حجة حتى لا نغير أنفسنا، أو لنبرر وضعنا. غالباً، أخطاء الآخرين تكون تبرير لنا لنبقى في مكاننا وهذا خطأ جوهري. يجب أن يكونوا الكهنة أفضل. نعم. ولكن هذا لا يعني أن اذ لم يكونوا جيدين أن نأخذها مبرر لكوننا سيئين. هذا فقط يحدث للقصّر. الأطفال يحتاجون دائما لقدوة ليحذوا حذوها. من المفترض ان كل من يصبح مسيحيا، بعمر كبيرة، لا يحتاج الى قدوة. يحتاج مساعد ولكن ليس لقدوة.
قلنا سابقا، إما أن أعيش مع المسيح والكنيسة أو أعيش بدون المسيح والكنيسة. بالعماد نقرر أن نعيش مع المسيح والكنيسة. هذا لا يعني أنه بطريقة سحرية تغير كل شيء داخلي. القرار أن أصبح مسيحيا لم يوصلني إلى نهاية المسيرة. وإنما هي فقط البداية. المعمودية ليست قداسة في لحظة. في الكثير من الأحيان يتم استخدام التعبير: وبتروح عالكنيسة! هذا التعبير لا يعني شيئاَ، يظهر فقط أن الانسان لم يجتهد مع نفسه، ولم يدرك كم من الصعب أن يعيش الإنسان في حياة المسيح والكنيسة. ولذلك يدين بسهوله.
يتبع…
ترجمة: إياد لدعة.
Μετάνοια και μετάνοιωμα