التلميذ: متى كُتب الإنجيل؟
المرشد: لنوضح أمرًا في البدء: غالبًا ما نقصد بكلمة إنجيل، الكتاب المقدّس في عهده الجديد، الذي يتألّف من أربعة أناجيل وكتاب أعمال الرسل، ورسائل بولس الرسول، والرسائل الجامعة، وأخيرًا سفر الرؤيا. كلٌّ من هذه الكتب كُتب في وقتٍ معيّن. أقدمها رسائل بولس الرسول وإنجيل مرقس. جميعها كُتبت بعد صعود الربّ يسوع بفترة، ابتداءً من منتصف القرن الأوّل ولغاية مطلع القرن الثاني. والذين كتبوا هم شهود إمّا عاشوا مع المسيح وعاينوا الأحداث وسمعوا التعاليم (مثل متّى ويوحنا الإنجيليّين)، أو تلاميذ للرسل تلقّوا منهم الإيمان مباشرةً (مثل لوقا تلميذ بولس الرسول).
كتب منهم رسائل إلى كنائس معيّنة، فيها تعاليم وتوجيهات وكلمات مقدّسة. جُمعت كلّ هذه الأسفار في كتابٍ واحدٍ سُمّي العهد الجديد.
التلميذ: لماذا كُتب الإنجيل؟
المرشد: كان الرسل يعلّمون الإيمان ويتناقلونه شفويًّا. ولكن بعد شعورهم بأنّ مجيء الربّ يسوع الثاني ليس قريبًا كما ظنّوا، أرادوا تدوين الأحداث الخلاصيّة وتعاليم الربّ يسوع في الأناجيل الأربعة، لكي تبقى محفوظة بعد موتهم ولا تُنسى. فدوّنوها على الورق الموجود آنذاك أو على جلد الحيوان، وهي اليوم ما يُعرف بالمخطوطات. لكنّها كانت نادرة لأنّ الورق كان باهظ الثمن والذين يعرفون الكتابة كانوا قلائل.
التلميذ: وكيف وصل إلينا بعد ألفي سنة؟
المرشد: راح الناسخون ينسخون هذه الأسفار الإلهيّة بسبب الطلب عليها، وبدأت أيضًا تترجَم إلى لغاتٍ كثيرة. وهكذا صارت تتناقل من جيلٍ إلى جيل. نجد اليوم أجزاء من مخطوطاتٍ قديمة جدًّا محفوظة في متاحف أو مراكز متخصّصة. وفي القرن السادس عشر، بدأت طباعة الكتب، وصار بالإمكان الحصول على إنجيل مطبوع كامل بين يدينا.
لا تنسَ أنّ الإنجيل ليس مجرّد كتابٍ نقرأه، في الكنيسة وفي البيت، بل علينا أن نطبّق ما جاء فيه. نحن مدعوّون إلى حفظ الوصايا التي أعطانا إيّاها الربّ يسوع. فالمسيحيّ الحقيقيّ هو إنجيلٌ حيّ، يبشّر الآخرين بتعاليم الربّ عبر طريقة حياته.
Raiati Archives