...

كلمة الراعي يسوع في مجمع الناصرة

يسـوع تجـوّل في الجليل اي في فلسطين الشماليـة، وأهم مدينـة فـي الجليـل النـاصرة التي كانت مدينتـه. توجـّه إلى المجمع الذي يجتمع فيـه اليهـود يـوم السبت وتتـلى عليهـم مقاطع من العهد القديم حسب ترتيب موضوع، 

فدُفع اليه كتاب إشعياء النبيّ وهو مخطوط مع اسفار اخرى فقرأ فيه، فوجد مقطعًا من السِفْر: “ان روح الرب عليّ…” من نبوءة إشعياء، ففسـّر هذا المقطع على أنه متعلـّق به اي اعتبـره موقعـا نبويـا بالمعنى الذي تعتمـده المسيحيـة اذ رأى ان هذا المقـطع يشيـر اليه او يتنبأ به. هكذا يجـب ان نفـهم ما ورد في إنجيـل اليـوم: “اليوم تمـّت هذه الكتـابـة”، أي اليـوم حقّقتُ ما قـالـه الأنبياء. 

المعنى ان يسوع يعلّم ان العهـد القـديم رأى اليه وتحدث عنـه او أشار اليـه. قرأ السيّد إشعياء، وكشف ان قول النبيّ: “ان روح الرب علي” وما يليها الـواردة في سفـر لوقا والمقتبسة من إشعيـاء، كشف ان هذه الأقـوال متعلّقـة بـه. 

العهـد القـديـم كـان مـخطوطًـا على صحـائف من البردي (نوع من الـورق) ملفوفة حول بكـرات. وكـان القـارئ يأخذ البكـرة المكتـوب عليهـا المقطـع ويقـرأه. فـي الـواقـع أدار السيـد البكـرة وقـرأ فـيهـا ما ذكـره الإنجيل هنا. كشف يسـوع أن إشعياء يتكـلّم عنـه نبـويـا. أبـان أن الأعـمال المذكـورة عنـد النبـي (تبشيـر المساكيـن، شفـاء العميـان) ستكـون أعمـال المسيـح. لهـذا قـال ان ما قالـه العهـد القـديم عنـه يتـم الآن. 

يسـوع يقـرأ العهـد القـديـم ويـفسـّره. أحيـانـًا يـربـط الإنجيليـون حوادث سيـرة السيـد بالعهـد القـديـم، أي يشـرحـون أنـه يشيـر إلى العهـد الجديد بحيـث جـاء هـذا تطبيقـًا لـذاك. يقـول الإنجيليـون أحيـانـًا “ليتـم ما قيـل بالنبي القـائـل” أو شيئـًا كهـذا. انهم يـرون الـرابـط بيـن العهـديـن. 

فـي مجمع النـاصرة، السيـد نـفـسـه رأى الـرابـط بين عملـه وشخصه مـن جهـه ونبـوءة إشعيـاء مـن جهـة. بـدا الـرب يسـوع مفسـّرًا لما يتعـلـق بـه فـي العـهـد الـقـديـم. نـرى هـنـا المـخلّص نفسه يفتتـح التـفـسيـر للرسـل مثـل بولس الذين كانـوا يـذكُـرون آيـات مـن الـعـهـد الـقـديـم فـي كـتـبـهـم ويـفـسـّرونـهـا. 

هنـا يـجـب أن يعـرف القـارئ المسيـحـيّ انـه لا يستـطيـع ان يـفـهـم شـيـئـًا فـي العـهـد الجـديـد إلا مستـنـدًا إلى العهـد القديم. لذلك كان الانصـراف عـن العـهـد الـقـديـم الذي نلحظـه أحيـانـًا اليـوم انحـرافـًا عـن الخـطّ المـسـيـحـي المـتـّبـع عـنـد آبـائـنـا. 

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) 

 

الرسالة: ١تيموثاوس٢: ١-٧ 

يا ولدي تيموثاوس أسأل قبل كل شيء أن تُقام تضرعات وصلوات وتوسلات وتشكرات من أجل جميع الناس، من أجل الملوك وكل ذي منصب لنقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى وعفاف. فإن هذا حسن ومقبول لدى الله مخلصنا الذي يُريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يبلغون. لأن الله واحد والوسيط بين الله والناس واحد وهو الانسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فداء عن الجميع وهو شهادة في آونتها، نُصِبتُ أنا لها كارزًا ورسولاً، الحق أقول لا أكذب، معلّمًا للأمم في الإيمان والحق. 

الإنجيل: لوقا ٤: ١٦-٢٢ 

في ذلك الزمان أتى يسوع الى الناصرة حيث كان قد تربّى ودخل كعادته الى المجمع يوم السبت وقام ليقرأ. فدُفع إليه سفر إشعياء النبي. فلمّا فتح السفر وجد الموضع المكتوب فيه: إن روح الرب عليّ ولأجل ذلك مَسَحَني وأَرسلني لأُبشّر المساكين وأَشفي منكسري القلوب، وأُنادي للمأسورين بالتخلية وللعميان بالبصر وأُطْلق المهشّمين الى الخلاص وأَكرز بسنة الربّ المقبولة. ثم طوى السفر ودفعه الى الخادم وجلس. وكانت عيون جميع الذين في المجمع شاخصة اليه. فجعل يقول لهم: اليوم تمّت هذه الكتابة التي تُليَت على مسامعكم. وكان جميعهم يشهدون له ويتعجّبون من كلام النعمة البارز من فمه. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمة الراعي 

  يسوع في مجمع الناصرة