...

 كلمة الراعي مناداة الله

لكـون الله حدّثنـا بالكتـاب نكلّمـه نحن ايضًا بصلاتنا التي بها نحسّ بها او التي نـؤلّفها. هو يريد جوابا من كل واحد لما قـالـه لـه. 

الجـواب، إن أحببنا، يمكن أن نأخذه من كتب الصلاة او نضعه نحن. الـرب يريدنـا أن نسعى الى حوار معـه. غـالبا ما نستمـدّه من الكتب الطقـوسيـة، وهذا لا مفـرّ منـه اذا استـعـملنـا هذه الكتب وتقيـّدنـا بهـا. ولكـن صلاتنـا الفـردية لنا أن نؤلّـفها. غير أننا كثيـرا ما نـؤْثـر كـلام الـرُتـب الطقـوسيـة المستعملـة في الكنيسة لشعـورنا بأن الأقدمين الذين وضعوها أَلهمهم الله اياها. هذا حسن. ولكن لنـا في صلاتنا الخاصة أن نضع الكلمـات التي نشعـر ان الحـُب يُلهمنـا ايـاهـا. الطـريقتان ممكنتان والرب لا يفضّل طريقة على اخرى. 

المألوف والمضمون أن ما وضعه أسلافُنا في كتب الصلاة نافع لنا. طبعا اذا تلوْنا من كتُب الصلاة ما هو موضوع للسحر او الغروب او سواهما فهذا حسن، ولكن لنا أن نستقي كليا او جزئيا عمّا موضوع وأن نُكلّم الله صباحا ومساء حسب شعورنا في الوقت الذي نصـلّي فيه. خبرة العارفين تقول الأفضل أن تختار شيئا من النصوص الموضوعة وأن تضيف عليها ما تؤلفه حسب حاجتك الروحية في الوقت الذي تصلي فيه لأن كلامك الى الرب يتبع احيانا الشعور الذي تكون عليه. فالسؤال الذي تسأل ربك الليلة قد يختلف عن ذاك الذي سألته بالأمس بسبب تغيير حاجتك. اذا لم تتقيد بالصلوات الموضوعة كليا لهذا المساء او ذاك، تعبّر عن حاجتك بالكلام الذي يُلهمك الله به لأنه يريد هو هذا الكلام. اذا لم يُلهمك شيئا جديدا، تأتي بالكلام الذي يصعد من قلبك. المهم أن تفهم ما تقول وأن تحسّ بالكلام الذي تؤلّف لأن الصلاة حوار ويحب الرب كثيرا ما تقوله له حسب شعورك في هذا الوقت او ذاك. 

احيانا كثيرة تُضطرّ ان تقول كلمات لا تعيها كلها او لا تحسّ بها من كل قلبك. ليس هذا بالأمر المهم. انت تتكل على كتُب الصلاة التي عندنا. احيانا تحس بها كثيرًا وأحيانا قليلا. المهم أن تؤمن بما تتلوه، وقد لا يرافق هذا شعور مستفيض. المهم قبولك لهذا الكلام وطاعتك له. 

التوازُن في أمر الصلاة الشخصيّة -خارج الطقوس-أن تفهم ما تقول وأن تنتبه الى ما تقول حتى لا يفوتك معنى أراده الله لخلاصك. والمهم مع التوازن تواصُل صلاتك صباح مساء وألا تُهمل أية صلاة اعتدتها انت في هذا الوقت او ذاك. 

لا تنسَ انك تُناجي الله، أي كائنا عظيما لا يقبل المُزاح ولا الإهمال ولا تكرار الكلام بلا فهم ولا تمعّن. تابع دائما بالفهم لأنّ الله إله الحكمة اي الفهم. أحيانا تُدركُ أنك لم تُحسّ بالكلمات التي تلوتها. لا تعُد اليها. تابع لأن كل هذا كلام الله. المهم ألّا تنسى انك وضعت نفسك في مهابة الله، واذًا لا تُثرثر ولا تهمل متابعة المعاني لأن الله إله المعنى لكونه أوحى للقدماء المعنى، اولئك الذين وضعوا صلواتنا. 

آمن في العمق أن أعظم عمل تقوم به أن تُناجي الله. هذا يتطلّب رصانة عقل وانتباه قلب وان تستوعب كل حكمة تقولها. لذلك لا يمكن أن تكون رخيصا في صلاتك، مهملا لمعانيها. اجمع نفسك بكل قواها وشُدّها الى الله اذا كنت في حالة الصلاة. 

هو لا يستجيب لك إن أَهملت الانتباه اليه. اربط نفسَك به بكل قواك ليربط نفسه بك. 

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) 

الرسالة: رومية ١:١٠-١٠ 

يا إخوة إن بُغية قلبي وابتهالي الى الله هما لأجل إسرائيل لخلاصه، فإني أَشهد لهم أنّ فيهم غيرة لله إلّا أنها ليست عن معرفة، لأنهم اذ كانوا يجهلون برّ الله ويطلبون أن يقيموا بِرّ أنفسهم لم يخضعوا لبرّ الله. إنّما غاية الناموس هي المسيح للبرّ لكلّ مَن يؤمن. فإنّ موسى يصف البرّ الذي من الناموس بأنّ الإنسان الذي يعمل هذه الأشياء سيحيا فيها. أمّا البرّ الذي من الإيمان فهكذا يقول فيه: لا تقلْ في قلبك مَن يصعد الى السماء؟ اي ليُنزل المسيح؛ او من يهبط الى الهاوية؟ اي ليُصعد المسيح من بين الأموات. لكن ماذا يقول؟ إن الكلمة قريبة منك، في فمك وفي قلبك، اي كلمة الإيمان التي نبشّر نحن بها. لأنك إن اعترفت بفمك بالربّ يسوع وآمنت بقلبك أن الله قد أقامه من بين الأموات فإنك تخلُصُ لأنه بالقلب يؤمَن للبرّ وبالفم يُعترف للخلاص. 

الإنجيل: متى ٢٨:٨-١:٩ 

في ذلك الزمان لمّا أتى يسوع الى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور، شرسان جدا، حتى إنه لم يكن أحد يقدر أن يجتاز من تلك الطريق. فصاحا قائلَين: ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ أجئت الى ههنا قبل الزمان لتُعذّبنا؟ وكان بعيدًا عنهم قطيع خنازير كثيرة ترعى. فأخذ الشياطين يطلبون اليه قائلين: إن كنت تُخرجنا فأْذَنْ لنا أن نذهب الى قطيع الخنازير. فقال لهم: اذهبوا. فخرجوا وذهبوا الى قطيع الخنازير. فـإذا بالقطيع كله قد وثب عن الجُرف الى البحر ومات فـي المياه. أما الرعاة فهربوا ومضوا الى المدينة، وأخبروا بكلّ شيء وبأمر المجـنونـين. فخرجـت المديـنة كلّها لـلقاء يسـوع. ولمّا رأوه طلبوا إليه أن يتحوّل عن تخومهم. فدخل السفينة واجتاز وأتى الى مدينته. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 كلمة الراعي 

مناداة الله