هل يقـول الله لك في هذا المـوسم: أنتَ ابني الحبيب؟ هو يعـرف أنك كذلك، ولكـن هل أنت تتـقبـل بنـوّتـك أي تـريد أن تكون مثـل المسيـح أي لا مشيئـة لك إلا أن تريد ما يـريـده يسوع ويسوع كانت لـه مشيئـة أبيـه في الجوهـر. قال في البستان: لا تكن مشيئتي بل مشيئتُـك أي إني أريد في نـاسـوتي(في بشريّتي) أن أُفكّر مثلك حتى أتمكّن من أن أكـون في بشـريّتي تابعـا لمشيئتـك.
والله الآب لن يسمّيك ابنه الا اذا أردتَ أن تكون كذلك اي خاضعا له في كل شيء بحيث لا تكـون خاضعا لرغبات اللحم والدم فيك بل خاضع للآب في الكليّة كما كان الابن في بشريته خاضعـا للآب في أُلـوهـيـتـه.
عنـد ذاك تستحـقّ أن تسـمع ما سمعه يسـوع فـي نهـر الأردن: “انت ابنـي الوحيـد”، ولـك أن تصيـر ابنـه بالتبنـّي كمـا كـان المسيـح فـي بشـريتـه. لا كلمة الله غير كلمة أبيـه. لـما خاطـب الله المسيـح بتسميتــه ابنًـا يـريـد أن يسمّيـك ابنـه اذا أَتحــت لك هــذا المجـال. هو لا “يختـرعـك” ابنـًا، ولكـن بالنعمة التي تنزل عليـك وطـاعتـك للنعمـة تصيـر ابنـا لـه. الله عـرفك ابنا منذ الأزل وأَشهرَ بُنوّتك له لما أَعلن مسيحه ابنا حبيبا على نهـر الأردن.
الله لم يخاطـب حبيبـه الوحيـد عنـد معمـوديتـه بهذه الكلمـات إلا ليسـمع كل منـا أنه قـادر أن يصيـر بـدوره ابنـا حبيبـا. كل شيء لنا لأننا نحن للمسيـح. وهـو يعـرف نفسـه ابنـًا منـذ الأزل، ولكـن أبـاه سمّـاه ابنـًا فـي معموديتـه لـنسمع ذلك ونعرف أننا به وفيـه بتنـا أبنـاء الله.
لقـد ظهـر الـله ثـالـوثـًا على نـهـر الأردن لـيـقـول لنـا الله اننـا نستـطيـع أن نـعـيـش بـسـلام فـقـط إذا قـبـلنـا أننـا أولاد، وبهـذا تـتـجـدّد معمـوديّـتـنـا فـيـنـا ونحيـا بنـوّتـنـا.
يريد الله منّا أن نقبل معموديتنا كانعطاف دائم من الله علينا فنعرف أننا متّكئون على صدر المخلّص أي عالمين أننا به وله وإليه.
وإذا فهمنا اليوم أننا آتون من معمودية المسيح التي أخذها عند صوت الآب وظهور الروح، فلنشكر له أنه عمدنا نحن ايضا بظهور الله في المعمودية التي تلقّيناها أطفالا لأن كل الحياة المسيحية هي أن نقبل بطاعتنا معموديتنا.
فإذا ظَهرَ اللهُ علينا بهذه الطاعة يكون الظهـور الإلهي (الغطـاس) ممـدودا إلينـا وممدودا منّا الى الآخرين. ان حياة الأطهـار هي انعكـاس معموديـة المخلّص فيهـم وظهـورهم هم بالنعـمـة للإخـوة وللنـاس. “معمـوديـة واحدة لمغفرة الخطايا” لا تعني فقط معمـوديـتـنـا كأطفـال ولكن استمرارها فينا بالعمل الصالـح.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
الرسالة: أفسس 7:4-13
يا إخوة لكل واحد منا أُعطيت النعمة على مقدار موهبة المسيح. فلذلك يقول: لما صعد الى العلى سبى سبيا وأَعطى الناس عطايا. فكونه صعد هل هو إلا أنه نزل أولا الى أسافل الأرض؟ فذاك الذي نزل هو الذي صعد ايضا فوق السماوات كلها ليملأ كل شيء وهو قد أعطى أن يكون البعضُ رسلا والبعضُ أنبياء والبعضُ مبشّرين والبعضُ رعاة ومعلّمين لأجل تكميل القديسين ولعمل الخدمة وبُنيان جسد المسيح الى أن ننتهي جميعنا الى وحدة الإيمان ومعرفة ابن الله، الى إنسان كامل، الى مقدار قامة ملء المسيح.
الإنجيل: متى 12:4-17
في ذلك الزمان لما سمع يسوع أن يوحنا قد أُسلم، انصرف الى الجليل وترك الناصرة وجاء فسكن في كفرناحوم التي على شاطئ البحر في تخوم زبولون ونفتاليم ليتم ما قيل بإشعياء النبي القائل: أرضُ زبولون وأرض نفتاليم، طريق البحر، عبر
الأردن، جليل الأمم. الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورا عظيما والجالسون في بقعة الموت وظلاله أَشرق عليهم نور. ومنذئذ ابتدأ يسوع يكرز ويقول: توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات.