ان النعمة الإلهيةّ في وصّيته الأخيرة يوصي القدّيس أفرام تلاميذه بأن يدفنوا جسده بكلّ تواضع رافضاً كل تكريم مهما كان صغيراً. لكنّ ذاك الذي أنكر ذاته ليس فقط في هذه الحياة ولكن بعد الموت أيضاً، أراد االله أن يكرّمه في العالم أجمع، إذ إنه كما جعله في هذه الحياة إناء للنعمة الإلهيّة، كذلك جعله بعد الموت، عبر بقاياه المقدّسة، كتراً لهذه النعمة ولقوّهتا الشفائيّة والمعزّية. هذا التعليم بأن النعمة الإلهيّة تسكن النفس والجسد وتبقى فيهما حتى بعد انفصال أحدهما عن الآخر، له أهميّة خاصّة في إيماننا الأرثوذكسي، كشهادة مسبقة لابتلاع الموت من الحياة، والفساد من عدم الفساد. هكذا القديّسون في الكنيسة لا يموتون ولا يشيخون، ليس بقوّهتم، لكن بقوّة النعمة الإلهيّة التي لا تموت ولا تشيخ. يذكر القدّيس أفرام عن الشهدا