بالنسبة للكثير من المسيحين اليوم، الايمان امر شخصي بحت.
كلنا منفردون في مسيرتنا للفردوس، وزخارف تجربة عابرة هو اختياري. الكنيسة ليس مملكة قديسين، ولكن بالأحرى واحدة من الطرق المؤدية الى الله.
ولكن من خلال كتب الصلوات الارثوذكسية والخدمات، الله يشار اليه ك: إله أباءنا.” هذا التعبير، مأخوذ مباشرة من العهد القديم، يذكرنا بحقيقة ان الله معنا خلال كل الأجيال – كاشفا نفسه لشعبه، ولم يتركهم لوحدهم ولا تاركهم للضلال.
نحن لسنا بخداما لآباء غائبون أو بباحثي آثار في مهمة لاستكشاف الوهية محجوبة ومنسية من نظرة تاريخية. لكن، نحن ورثة الملكوت الابدي، الفرد صنع لينضم ويختبر كشعب الله -وحتى لو اشخاص منفردين.
ولهذا التقليد المقدس هو جانب لا غنى عنه من الحياة المسيحية الاصيلة.
لقد اظهر نفسه لنا
يسوع المسيح هو إله عمانوئيل – الله معنا. نحن ننشد بشكل متكرر لأله “اظهر نفسه لنا” كرئيس الملوك. لم يتركنا لوحدنا. وهذا يتحقق وظاهر في حياه الكنيسة.
الكنيسة هو المكان الذي فيه المسيحين يلتقون بصدق وحرارة بالله – معنا. في ومن خلال الافخارستيا، الشكر العظيم، نحن لانحقق فقط التغذية من خلال الموت والقيامة، ولكن من خلال بعضنا البعض أيضا (1كورنثوس 10: 17-18):
“فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد انظروا اسرائيل حسب الجسد اليس الذين يأكلون الذبائح هم شركاء المذبح”
ما يعلم الرسول بولس الكورنثيين هو ان من خلال اتباعهم المقدس في جسد ودم السيد المسيح، هم مصنوعون ليكونوا جسدا واحدا في المسيح. كما اهل إسرائيل شاركوا في التضحية، هكذا هم المسيحين الأرثوذكس، يشاركون في الهنا ومخلصنا من خلال اللليتورجيا.
في قداسنا الإلهي، نحن نُاخَذ الى الفردوس لننعبد بجانب رجال الله المقدسين من قرون مضت. ننضم الى العبادة الدهرية في مكان ملكوت مجد الله. وكذلك هو تواضع قداس الذهبي الفم الذي يقول:
“نشكرك أيضاً من أجل هذه الخدمة، التي ارتضيتَ أن تقبلها من أيدينا، مع أنه قد وقف لديك ألوف من رؤساء الملائكة وربواتٌ من الملائكة، والشيروبيم والسيرافيم ذوي الأجنحة الستّة والعيون الكثيرة، متعالين ومجنّحين”
إذا، هذه ليست عبادة من افراد. وليست مملكة هؤلاء من هم في رحلة استكشاف تخصهم.
نحن نتشارك لعبادة إله أبائنا، أله البطاركة والقديسين، والإله السماوي وجميع القوى.
تعظيم أله ابائنا
في شهر تموز، نعظم آباؤ المجمه المسكوني الرابع (المجمع الخلقيدوني عام 451ميلادي). العديد من تسابيح سحر ذاك اليوم تعظم ” أله ابائنا” في غلبة الارثوذكسية على الهرطقة:
“الاعتراف بالمسيح بطبيعتين وبقوتين بدون اختلاط وبدون تغيير، نرفض خطا سيفيروس. وبذلك، نصرخ للذي تألم بالجسد الطاهر: مبارك هو إله ابائنا.
نحن نعلم انه على الصليب وانه في حضن الآب واحد، كإله في الاعالي وفي القبور كبشر. لذلك نصرخ له متفقين: مبارك هو إله ابائنا.
يا أيها المؤمنين، كارهين تفرغة وتفصيل اريوس، وعدو الله، كما وصديقة الهرطوفي سابيلوس، هؤلاء أعداء الثالوث، نصرخ: مبارك هو إله ابائنا.”
بالإضافة، في قراءة العهد القديم لذلك اليوم (تثنية 1: 8-11) تذكرنا:
“اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكُمُ الأَرْضَ. ادْخُلُوا وَتَمَلَّكُوا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنْ يُعْطِيَهَا لَهُمْ وَلِنَسْلِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ. «وَكَلَّمْتُكُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَائِلاً: لاَ أَقْدِرُ وَحْدِي أَنْ أَحْمِلَكُمْ. اَلرَّبُّ إِلهُكُمْ قَدْ كَثَّرَكُمْ. وَهُوَذَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ. الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ يَزِيدُ عَلَيْكُمْ مِثْلَكُمْ أَلْفَ مَرَّةٍ، وَيُبَارِكُكُمْ كَمَا كَلَّمَكُمْ.“
السابقين لراحتهم
ميراث الارثوذكسية هو ميراث شق طريق امامنا –- طريق آبائنا الذين معنا في الحاضر- و-الان بما انهم حاضرون مع بعضهم بعض من خلال كهنوت المسيح وخادميه. من خلال مؤمنيها، الكنيسة وإيماننا بقوا نقيين. نحن بالحقيقة محاطون بغيمة مزدهرة من الشهود، ابدا لن تترك لوحدها.
وبذلك في كل قداس الهي، نذكر كل هؤلاء الذين سبقونا الى رقادهم:
” وأيضاً نقرّب لك هذه العبادة الناطقة من أجل الّذين توفّوا على الإيمان: الأجداد، والآباء، ورؤساء الآباء، والأنبياء، والرسل، والكارزين، والمبشّرين، والشهداء، والمعترفين، والنساك، وروح كل صدّيق توفي على الإيمان.“
هذا كمال الايمان بالمسيح ليس فردي ولن يتحقق بفردية، ولكن انما هو نهر من الايمان الذي يصب في كل جيل. لا يمكننا العيش حياه ملائمة للإيمان بدون التقليد المسيحي المقدس – بدون ايمان المسيح الحي والمتنفس كل واحد فينا كجسد المسيح.
نحن الشعب الذي يمجد ” اله ابائنا” وليس أي اله نصنعه نحن. الأول هي المسيحية الرسولية والثاني هو عبادة الاوثان.
كتابة: فنسنت جبرائيل
ترجمة: إياد لدعة
https://blogs.ancientfaith.com/onbehalfofall/