التلميذ: أعلن الكاهن في الكنيسة أنّ غدًا الاثنين الواقع فيه أوّل كانون الثاني ، ليس عيد رأس السنة لأنّه عيد مدنيّ، أمّا في الكنيسة فنعيّد لختانة الربّ يسوع المسيح، وللقدّيس باسيليوس الكبير. قل لي ما هي الختانة؟
المرشد: في العهد القديم، لمّا قطع الله عهدًا مع إبراهيم ومع كلّ نسله من بعده أعطاهم علامة تدل علىّ انتمائهم إليه. وكان من المُفتَرض أن يُختن الذكر المولود حديثًا في اليوم الثامن لمولده. قال الله لإبراهيم: «هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينك ونسلك من بعدك: يُختَن كلّ ذكر منكم في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني وبينك» (تكوين ١٧: ١٠-١١).
التلميذ: لكن هل كان يسوع بحاجة إلى ختانة؟
المرشد: لا، لكنّه قبِلَ ختانة بشريّة ثمانية أيّام بعد مولده لأنّه ارتضى من أجلنا أن يكون تحت الشريعة، أي أن يتمّم كلّ ما تطلبه شريعة موسى، كما ارتضى أن يُقدَّم إلى الهيكل في اليوم الأربعين بعد مولده، الذي نعيّد له في ٢ شباط عيد دخول السيّد إلى الهيكل. لمّا أكمل الربّ يسوع الشريعة في جسده تخطّاها ليجعلنا لا تحت الشريعة بعد بل تحت النعمة.
التلميذ: هل هذا عهد آخر غير عهد الله مع إبراهيم؟
المرشد: المسيحيّ ينتمي إلى الله بالنعمة، نعمة الروح القدس التي ننالها في المعموديّة أوّلاً، ثمّ في الميرون والمناولة وبقيّة الأسرار. تكلّم بولس الرسول في حديثه على الانتماء الجديد، على الختانة غير المصنوعة بيد قال: «.. خُتنتم ختانة غير مصنوعة بيد بخلع خطايا البشريّة بختان المسيح، مدفونين معه في المعموديّة التي فيها أُقمتم أيضًا معه…» (كولوسّي: ٢: ١١-١٢).