الكلُّ يتوق إلى السَّلام، والكنيسة ترتِّل: “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السَّلام وفي الناس المسرَّة” (لوقا 2: 14)، وتصلّي: “من أجل سلام كلّ العالم”.
في الوقت نفسه، نرى السَّلام محطَّماً في رعايانا، في عائلاتنا وحتَّى في قلوبنا.
ما هو دورنا كمسيحيين من أجل توطيد السَّلام فينا وفي العالم؟.
السَّلام هبةٌ من الله. يقول الرَّبّ: “سلامي أُعطيكم ليس كما يعطي العالم أُعطيكم أنا” (يوحنا 14: 27).
كلُّ سلام يبدأ تحقيقه في أنفسنا أوَّلاً. يقول القدّيس سيرافيم ساروف: “إِقْتَنِ روحَ السَّلام في داخلك فتخلصَ نفوسٌ عديدة من حولك”.
حضورنا الهادئ السَّلاميّ في وسط مشاكل العالم يساهم في عمل المصالحة. “طوبى لصانعي السَّلام لأنهم أبناءَ الله يُدْعَوْن” (متى 5: 9).
السَّلام مرتبط بالعدالة: “الرحمةُ والحقُّ تلاقيا العدل والسَّلام تلاثما” (مز 84: 10)،
لكنَّه في عالم اليوم مرتبطٌ، أيضًا، بالإنماء، إنماء المناطق الفقيرة.
الفقر يبقى أبشع أنواع العنف. أكثر من ذلك نقول: لا يتوطّد السَّلام العالميّ بدون توطيد السَّلام والتسامح (Tolérance) بين الطوائف والمذاهب والأديان، إحترام حريّة المعتقد لكلِّ إنسان واحترام كلّ إنسان. كلّ هذا يساعد على التعايش السِّلميّ بين الناس.
يقول القديس باسيليوس الكبير (عظته للمزمور 33) “الذي يفتّش عن السَّلام يفتّش عن المسيح لأنه السَّلام”. وفي موضِع آخَر يقول: “لن أُدْعَى عبداً ليسوع المسيح إذا لم أوجد بسلامٍ مع الجميع”، حتَّى مع الذين يفترقون عنّي بآرائهم. والرسول بولس يقول: “وسلام الله الذي يفوق كلّ عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع” (فيلبي 4: 7).
أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
عن “الكرمة”، العدد 19، الأحد 8 ايار 2011