وُلد في مطلع القرن الثاني في فلسطين. تلقّى تعليمًا كثيرًا وسعى ليجد الحقّ والحكمة، وظنّ أنّه وجدهما في الفلسفة الأفلاطونيّة. رغب في معاينة الله واعتزل على شاطئ البحر ليتأمّل. التقى شيخًا كلّمه على الله الذي وحده لا بدء له ولا يعتريه فساد، وعلى الأنبياء الذين تكلّموا مُلهمين من الروح القدس. وكان يوستينوس يعرف عن المسيحيّين ويرى كيف يواجهون الموت بشجاعة فائقة فاقتنع بأنّهم على حقّ.
بعدما اقتبل المعمودية انكبّ على دراسة الكتاب المقدّس، ثمّ خرج يعلّم «الفلسفة الحقّ» فلسفة الأنبياء والرسل القدّيسين في آسيا الصغرى. نحو العام ١٣٦ التقى يوستينوس ربّانًا يهوديًّا اسمه تريفن. تحاور معه طويلاً وبيّن له أنّ المسيح الذي تكلّم الأنبياء عليه هو ابن الله. وأنّ العهد القديم لم يكن سوى مقدّمة له. وأنّ الأمم المهتدية تشكّل «إسرائيل الروحيّ الحقّ». دوّن يوستينوس الحوار الذي حُفظ حتّى اليوم.
بعد ذلك قصد رومية وصار يستقبل طلاّب المعرفة الحقّ. هناك كتب دفاعيّتين عن المسيحيّة والمسيحيّين. الأولى موجّهة إلى الأمبراطور أنطونيوس التقيّ ومجلس الشيوخ، وتعود إلى السنة ١٥٥، دحض فيها الوشايات التي أشاعها الوثنيّون في شأن المسيحيّين فقال: لا هم ملحدون ولا هم أعداء الدولة وأخلاقهم فوق الشبهات. ثمّ وصف نبل الاجتماعات الليتورجيّة ونقاوتها وكيف أنّ منها تمتدّ حياة الشركة المرتكزة على الإفخارستيّا تعاضدًا بين أعضائها ومؤازرة للمحتاجين.
رفع دفاعيّته الثانية إلى الأمبراطور ماركوس أوريليوس ومجلس شيوخه، وتعود إلى السنة ١٦٠، وفيها يجيب عن اعتراض الوثنيّين: إذا كان إله المسيحيّين كلّيّ القدرة لماذا يدع عبيده يُضطهدون؟ قال يوستينوس إنّ المسيحيّين لو لم يكونوا أصحاب حقّ وذوي فضل لتعذّر تفسير صبرهم على التعذيب. ختم دفاعه بتصريح: «أنّا مسيحيّ وافتخر بذلك».
سعى عدوّ يوستينوس الفيلسوف كريشنس إلى التخلّص منه ورفاقه الستّة وتسبّب في قبض الوالي عليهم. بعد اعترافهم جميعًا بأنّهم مسيحيّون جُلدوا وقطعت هاماتهم. كان ذلك السنة ١٦٥.
عيده في الأوّل من حزيران.